رواية انا لها شمس كاملة جميع الفصول
رواية انا لها شمس كاملة جميع الفصول
رواية انا لها شمس كاملة جميع الفصول
الضيوف في الدور الأرضي علشان بابا يرتاح فيها لحد ما يبقى كويس ويقدر يطلع فوق على راحته.”
نظرت نيلي إلى زوجها بعينين قلقتين، بينما ابتسم أيمن برفق قائلاً: “ماشي يا أحمد، زي ما أنت عايز.” شعر بالامتنان لاهتمام ابنه البالغ، رغم عناده وإصراره على العودة إلى منزله.
أمسكت نيلي بيد زوجها بلطف وقالت: “إحنا كلنا هنا علشانك، صحتك أهم حاجة.” واصلت كلماتها بصوت حنون مشوب بالقلق، تتمنى أن تعود الأيام إلى هدوئها بعيدًا عن كل هذه المصاعب.
اتجهوا به نحو الغرفة التي أُعدت خصيصًا له في الطابق الأرضي، بينما استمرت لارا في مراقبته بعينين دامعتين، تتشبث بوالدتها وهي تشعر بثقل القلق في صدرها. بداخلها كانت تعرف أنها تحتاج إلى الوقت حتى تشفى جروحهم، لكن كانت تتمنى أن يعبروا معًا كل الأزمات.
جلس أيمن على السرير، وأغمض عينيه للحظة قصيرة، ليشعر بدفء عائلته من حوله. كان في قلبه امتنان كبير لهذه العائلة، التي تقف بجواره في أصعب الأوقات، وتبقى دائمًا مصدرًا للأمل والقوة.
أيمن استلقى على السرير وهو يحاول أن يستريح، ولكن ذهنه كان مثقلًا بالتفكير في كل ما مرّ به مؤخرًا، من الحادثة التي كادت أن تودي بحياته إلى الضغوط المستمرة في عمله. نظر إلى ابنته لارا، التي كانت تقف بجوار السرير، ممسكة بيد والدتها، عينيها تفيض بالدموع. ابتسم لها برفق وقال بصوت منخفض: “ما تبكيش يا لارا، كل حاجة هتبقى كويسة، بابا معاكي وهيرجع زي الأول وأقوى كمان.”
لارا هزت رأسها في صمت، وحاولت رسم ابتسامة صغيرة لتطمئن والدها، ولكن شعور الذنب لم يفارقها. كانت تتذكر كل لحظة قلق مرت بها وهي تشعر أن كل ما حدث كان له صلة بخوفها المستمر على عائلتها، وكأنها بطريقة ما مسؤولة.
في تلك اللحظة، اقترب أحمد وجلس بجوار والده، واضعًا يده على كتفه بلطف. “بابا، مش مهم الشغل ولا أي حاجة دلوقتي. المهم إنك تكون كويس وتاخد بالك من صحتك.” كان أحمد يعي أن والده دائمًا يضع العمل في المقام الأول، ولكنه هذه المرة عزم على أن يقف في وجهه ويحرص على سلامته.
أيمن تنهد بعمق، ثم نظر إلى أحمد وقال: “عارف يا ابني، بس دايمًا بحس إن الشركة هي كمان بنتي، وعاوز أشوفها دايمًا ناجحة ومحمية.” تردد لبرهة قبل أن يكمل: “بس يمكن تكون عندك حق. يمكن محتاج أستريح وأسيبكم تتصرفوا في الأمور.”
نيلي جلست على طرف السرير، نظرت في وجه زوجها بحنان وقلق. “أيمن، إحنا كلنا معاك، ومش هنعرف نكون بخير إلا لما نشوفك بخير.” وضعت يدها على يده وأمسكت بها برفق، وهي تحاول أن تمنحه القوة.
في هذه اللحظة، قطع الصمت صوت رنين الهاتف المحمول، وكان رقم إيثار يظهر على الشاشة. نظر أحمد إلى والده وكأنه يستأذنه، فرد أيمن بهزة رأس بسيطة. “رد، يمكن يكون في حاجة مهمة.”
رفع أحمد الهاتف وأجاب، مستمعًا بإمعان إلى إيثار، التي كانت تتحدث بسرعة وتخبره بآخر مستجدات الصفقة. طمأنها أنه سيدير الأمور بنفسه، وطلب منها ألا تقلق وأن تأخذ قراراتها بثقة. أغلق المكالمة وأخبر والده بما سمع، فابتسم أيمن وغمغم: “عارف إنك قدها يا أحمد، وعارف إن الشركة في أيد أمينة.”
لارا اقتربت ببطء وجلست بجانب والدها، وضعت رأسها على كتفه وقالت: “أنا بحبك يا بابا. وعد إنك تاخد بالك من نفسك علشاننا.” شعر أيمن بدفء هذه الكلمات، وكأنها بلسم يخفف من كل الآلام والضغوط، ورد بهدوء: “وعد يا حبيبتي.”
وفي هذه الأثناء، كانت الشمس تبدأ في الشروق، وتسللت أشعتها الذهبية عبر النافذة، وكأنها تبشر ببداية جديدة، مليئة بالأمل والتفاؤل.